العددية والعقل وطاقته القصوى
الخوف من الأرقام : -
الرياضيات ، الحساب ، الجبر ، الكسور ، القسمة ، الطرح ، الضرب ، الجمع ، وكلمات أخرى تتعلق بعالم الأعداد تُدخل الخوف إلى معظم من يستمع إليها .
ما هو سبب هذا الخوف ؟ لحسن الحظ أنه ليس انعدام القدرة الأساسية ، بل هو قلة التدريب . حتى في المدارس توصف المواضيع الرياضية بأنها (أكاديمية) وصعبة ومخصصة للأدمغة البارعة . وفي المراحل الأولية في المدارس يميل العديد من الأطفال إلى الملل من حفظ الجداول ، ويفترض آخرون بسبب إخفاقهم في بعض العمليات الحسابية أنهم ليسوا ماهرين ، فيتجهون إلى مواضيع أخرى . كما أن الاعتقاد السائد أن الأعداد هي مجال الذكور فقط والذي يؤدي إلى إحباط كثير من الفتيات ، وبالتالي عدم المضي في الاهتمام بالرياضيات .
القدرة الرياضية الكامنة والمذهلة : -
هناك أربعة عوامل تحدد القدرة الرياضية وهي لا ترتكز على الجنس ، أو العرق بل على : -
التقنية : - فقد طور علماء الرياضيات ، على مر السنوات ، تقنيات سهلة لمعالجة الأشكال المختلفة عن الحسابات الرياضية .
الممارسة : - يعترف جميع الحاسبين الجيدين خصوصا الكبار منهم ، أن مهارتهم ناجمة عن الممارسة المستمرة بقدر ما هي ناجمة عن استخدام التقنيات الحديثة .
الذاكرة : - يعهد الحاسبون الكبار دون استثناء بالعديد بالتقنيات والمعادلات الأساسية الضرورية لفنهم إلى الذاكرة . كان ذلك في السابق يعد عقبة لا تذلل حيث الاعتقاد بأن قدرة الذاكرة محدودة ، ولكن حسب ما ورد عن الذاكرة - لدى كل منا ذاكرة لا متناهية إذا استخدمت بشكل مناسب .
قدرات الدماغ الأساسية : - كان الافتراض العام أن بعض الناس يمتلك قدرات رياضية ، بينما الآخرون لا يمتلكونها مهما حاولوا ، أما معارفنا الحالية فتفيد أن لدى الدماغ قدرات لا متناهية تشمل كافة المواضيع العلمية والأدبية .
لقد كشف بحث البروفيسور (اورنشتاين) حول النصفين الأيمن والأيسر للدماغ أن كلا منهما لديه دماغ (رياضي)
، كما لديه دماغ (خيالي) وأن القدرات الكامنة في كل منهما متساوية ، وأية (إعاقة) تنجم لدينا يعود سببها إلى إهمالنا لهذا الجانب عن غير قصد ، لا إلى عجز فطري في عمل الدماغ .
تؤكد هذه المؤهلات الأربعة أنه بمقدور كل إنسان أن يصبح حاسباً جيداً . وإذا برزت لدى أي منكم شكوك (بأنه متأكد من عدم قدرته القيام بالعمليات الحسابية والرياضية) فعليه أن يعرف أنه لو لم يمتلك هذه القدرات لما بقي على قيد الحياة حتى الآن .
يقوم دماغ الإنسان بسلسلة مذهلة من العمليات الحسابية والرياضية في كل ثانية من حياته ، حيث تحسب عينه ملايين الوحدات الصغيرة من المعلومات يجمعها الدماغ ويضربها ويطرحها باستمرار تبعاً للنوايا والحوافز وحالة الإدراك العام .
كذلك فإن جزء الدماغ الذي يتعامل مع السمع هو جزء رياضي يميز ملايين الأصوات ويقوم بمعادلات معقدة من الجمع والضرب وقياس كثافة الأمواج الصوتية ليعطيك فكرة عن الارتفاع .
في أثناء هذه العمليات يعمل دماغك على ضمان توازن ردود الفعل الكهروكيماوية في كل لحظة (وعددها يتراوح بين 100000 إلى 100000000) كما يقوم بحساب عدد ضربات القلب والنبض في الدقيقة وإن كان هذا العدد مطابقاً لحاجات الجسم من الطاقة والحرارة .
وأخيراً ، وفي أثناء هذه العمليات ، يكون دماغك يقرر أي قطعة حلوى تختار (وهذا حساب هندسي فوري لجسم ثلاثي الأبعاد ، الحجم والسعة والمساحة) وتأكلها ، (وهذا نشاط يتطلب أن يقوم دماغك بحساب الحجم والوزن والسرعة والاتجاه لشيء ثلاثي الأبعاد أيضاً وذاهب باتجاه الهدف) .
يتضح لدى التفكير بكل هذه العمليات أن كل إنسان رياضي جيد ، شاء ذلك أم أبى ، لذلك ، وبدل إضاعة الوقت على افتراضات خاطئة علينا أن نشرح بالتفصيل تعامل الدماغ مع الأرقام بالتقنيات الأساسية الكفيلة بتحسين القدرات العقلية الحسابية وقدرات الجمع والطرح ........... الخ . ولكن لعدم التطويل فقد رأى موقع الأرقام أن يكون هذا المقال بداية ضرورية لفهم الموضوع ، حيث أن الأمثلة لكافة العمليات الحسابية كثيرة ومتنوعة ، والكتب التي صدرت في ذلك كثيرة ، وعلى سبيل المثال الكتاب (العقل واستخدام طاقته القصوى) لمؤلفه (توني بوزان) ترجمة (إلهام الخوري) عن دار الحصاد دمشق ، كتاب مختصر ويوضح نماذج من هذه الأمثلة .
مفاتيح لتطوير الذات باستمرار
توجد إرشادات معينة تطور قدرتك على التعامل مع الأرقام :
استعمال المؤشر في أثناء القراءة : إذا سبق لك أن رأيت خبيراً في الرياضيات أو المحاسبة ، يقوم بجمع أعمدة من الأرقام تكون قد لاحظت أنه يستعمل قلماً أو إصبعاً كمؤشر لعينه . يستعمل هؤلاء المؤشر ليساعد عينهم على التركيز والتوجه كما يساعدهم على (الفرز بالرؤية) . إذن من المفيد أن تستعمل مؤشراً في أثناء قيامك بالعمليات الحسابية ويفضل أن يكون قلم رصاص لتؤشر إلى المواضع المناسبة .
الـتـخـيُّـل : يفيد المحاسبون الكبار أنهم ، في أثناء قيامهم بالعمليات الحسابية ، يحاولون التوقف عن الدمدمة بالأرقام ، أما الأسلوب المتبع لذلك فهو تخيل الأرقام والإجابات في عين عقلهم . كما أنه يلزمك الوقت لاكتساب هذا الأسلوب لكنه يفيد . . . إذا كانت لديك خلفية عن تركيب الدماغ ، نتأكد أن المحاسبين ، في أثناء عملية التخيل هذه ، يستخدمون الجانب الأيمن من دماغهم ليتخيلوا الإجابات الصحيحة . ممارسة هذا الأسلوب تمكنك من إجراء حساباتك بسرعة أكبر كما أنه ينمي القدرات العقلية للجانب الأيمن .
ممارسة الألعاب الرياضية : توجد بعض الألعاب الرياضية التي تشحذ قدرتك العقلية الحسابية ومنها : (إكمال المئات) و (إيجاد الضعف) و (إيجاد النصف) .
مثلا : تطلب من صديق أن يكمل العدد ليصبح مئة وترمي له بالعدد 68 فعليه أن يرد الجواب وهو 32 .
ثم يطلب منك أن تكمل العدد 26 فتجيبه 74 .
هناك عدة طرق لقياس النتائج في مثل هذه الألعاب لكن الأفضل أن تبقى ألعاب تسلية .
كذلك فإن ألعاب الضعف والنصف مماثلة . ترمي لصديقك بالرقم 33 وتطلب ضعفه فيجيب 66 ، أو تطلب نصف
الرقم 96 فيجيب 48 وهكذا دواليك .
لدى إعادة دراستك للأرقام من المهم أن تتذكر أن لديك القدرة وأنه يمكن للعملية كلها أن تكون ممتعة
ومجزية .